خرافة تقسيم الأجيال

خرافة تقسيم الأجيال

نظّمت مؤسسة طابة جلسة نقاشية بعنوان خرافة تقسيم الأجيال” بمقر المؤسسة في المقطم، قدّمها السيد محمد السقاف، استراتيجي التحول المعرفي بالمؤسسة ومستشار في التغيير القيادي وصناعة المعنى داخل المنظمات.استعرض السيد محمد مشروعه الفكري وجدان اللغة الذي يتناول دور اللغة في تشكيل المشاعر والهوية وفهم الذات والآخر، مؤكداً على أهمية تجاوز القوالب الجاهزة وبناء بدائل أكثر إنصافاً للإنسان وسياقه الثقافي، مع إيلاء اهتمام خاص بالبيئات العربية والإسلامية. وتطرقت الورقة إلى نقد الاستخدام السائد لتصنيفات مثل “جيل الألفية” و”جيل زد”، مبرزة محدودية الفروق النفسية والسلوكية المستقرة بين الفئات العمرية، ومحذّرة من أثر هذه التصنيفات في تكريس الصور النمطية وإرباك السياسات التعليمية والموارد البشرية. واقترحت بدائل عملية تقوم على مراحل الحياة والسياق الاجتماعي–الاقتصادي، إضافة إلى إطار فلسفي–إسلامي يستند إلى مفاهيم الفطرة والبلوغ والرشد والهوية القيمية المشتركة. تركّزت الجلسة حول خمسة محاور رئيسية: فلسفة طرح الأسئلة الجديدة. فن ربط وتصميم الأفكار. استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث.مناقشة محتوى الورقة. استشراف ما بعد الورقة.

أدارت اللقاء الدكتورة أمل مختار، خبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين، من بينهم: الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. الدكتورة نيفين زكريا، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. الدكتورة أسماء فؤاد، عضو الهيئة الاستشارية العلمية بمركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء. الشيخ مصطفى ثابت، مدير مبادرة سؤال. الشيخ عبد العزيز معروف.

وأكدت الدكتورة أسماء فؤاد على أهمية العوامل المرافقة للعمر لفهم التحولات الجيلية، مشيرة إلى نجاح الدراسات الغربية عندما يتم تضييق نطاق البحث. ولفت الشيخ مصطفى ثابت إلى اختلاف الأسئلة الدينية التي يطرحها جيل الألفية عن الأجيال السابقة، ما يتطلب جهداً خاصاً لفهمها. كما شدد الشيخ عبد العزيز معروف على مركزية مفهوم الفطرة في ترسيخ مقاربة بديلة للتصنيفات الجيلية. من جانبها، أوضحت الدكتورة نيفين زكريا أن لهذه التصنيفات جذوراً فلسفية ترتبط بالحداثة وما بعد الحداثة، بينما أشار الدكتور أيمن عبد الوهاب إلى عمق التحولات التي يشهدها المجتمع المصري، مؤكداً ضرورة تطوير مؤشرات بحثية وطنية تراعي خصوصية السياق المحلي وتتفادى تحيزات مناهج القياس الغربية.

وبذلك مثّلت الجلسة خطوة جديدة في مساعي مؤسسة طابة لإثراء الحوار الفكري حول قضايا الهوية والمعرفة وبناء مقاربات أكثر إنصافاً للإنسان والمجتمع.