عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات ظهر يوم الأربعاء 28 مايو 2025 حلقة نقاشية بعنوان “الدور التنموي للمسجد”، هدف اللقاء إلى تلمس رؤية شاملة وواضحة بناءة لتطوير دور المساجد في الوجود الاجتماعي والثقافي، باعتباره مركزًا للإبداع الوطني والمحلي، حاويًأ كاشفًا ومطورًا للقدرات والطاقات المحلية، وساحةً للمشاركة المجتمعية والثقافية. لا يقتصر دوره على الشعائر التعبدية، بل ممدٍ لها على المستوى التفاعلات الإنسانية، كأساس للتنمية المحلية.
وقد حضر اللقاء عدد من الخبراء التنفيذين والأكاديميين من مختلف التخصصات الإنسانية والشرعية، فحضر من وزارة الأوقاف المصرية الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة، والدكتور أسامة فخري رئيس الإدارة المركزية لشؤون القرآن والمساجد والمستشار القانوني للوزارة المستشار محمد المهدي ومن مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حضر الدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والدكتورة أمل مختار الخبيرة بالمركز، كما حضر الشيخ محمد يحيى الكتاني، والأستاذ حسن حافظ والمهندس وليد عرفة والمستشار محمد الأدهم، ومن مؤسسة طابة حضر الشيخ مصطفى ثابت والشيخ عبد الكريم باشراحيل والسيد محمد السقاف والسيد محمد علي الجفري وأدار الحوار أحمد رأفت الباحث بمؤسسة طابة.
ابتدأ الشيح محمد يحيى الكتاني ببيان لدور المسجد في الحضارة الإسلامية والتأكيد على أن المسجد لم يكن دوره يقتصر على الشعائر التعبدية وإنما كانيتم الحاجة إليه في كافة الشؤون فكان تجسيد للآية ))فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ((. فالدور التنموي للمسجد هي فكرة قرآنية وكان المسجد محلا لأحداث كثيرة . ومن وزراة الأوقاف وضح الدكتور أيمن أبو عمر أن الوزارة تعمل في محاور أربعة تبدأ من مكافحة التطرف بشقيه الديني واللاديني بالإضافة إلى بناء الإنسان وبناء الحضارة. كما وضح دور الوزارة في استعمال الأدوات العصرية في الاشتراك الفكري مع المجتمع. وأضاف الدكتور أسامة فخري بأن المقصود بالدور التنموي للمسجد هو إسهام المسجد في تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعو أكد الدكتور أسامة على دور إمام المسجد في هذا المشروع بوصفه خبيرا قادر على التعامل مع مختلف أفراد المجتمع والتأهيل المعرفي الذي يحتاج إليه. وأكد الشيخ مصطفى ثابت من جانبه على أهمية الجوانب التعليمية والأخلاقية والخيرية للمسجد باعتباره تنمويًا وأن المهمة الأساسية التي يجب أن نحاربها هي الأمية الدينية.
وأكد المستشار محمد المهدي أن القوانين تحتاج إلى تحديث لتواكب الواقع إذ أن بعض القوانين تحتاج لتطوير بنيتها ودورها المجتمعي ومن المنظور التاريخي أكد الاستاذ حسن حافظ أن دور المسجد تراجع حينما ارتفعت عنه بعض مسؤوليته وعلى تأثير الدولة الحديثة على تراجع دور المسجد خاصة فيما يتعلق بدوره التعليمي وأشاد بتجربة الشيخ علي جمعة في الاروقة في مواجهة الافكار المغلوطة. ومن جانب العمارة أكد المهندس وليد عرفة أن للعمارة دور برزخي بين الحس والمعاني وأن بنية المسجدوعمارته قد تنعكس على المجتمع كله بالجمال بحسن عمارته، وأكد أن المسجد طالما كان مؤسس عمرانيا على المرونة وتيسير الأدوار الاجتماعية بداخله.
وعن سيطرة التنظيمات المتطرفة على المساجد بينت الدكتورة أمل مختار على أن فراغ الساحة الفكري وشغف الشباب بالدين هو الذي يؤدي إلى ظاهرة التطرف حينما يغيب الخطاب الإسلامي الأصيل عن المجتمع. وأكد المستشار محمد الأدهم على طبيعة التحديات القانونية التي يمكن أن تعيق تطوير الدور التنموي للمسجد برصد القوانين التي تحتاج إلى تحديث. وأكد الدكتور أيمن عبد الوهاب على دور المساجد في التنشئة الاجتماعية والدور الذي يمكن أن تلعبه.
واختتمت الفعالية بمشاركة أحمد رأفت حول انتقاد ثنائية المركزية واللامركزية بحل وسط وهو الثابت المحرك أو المركز اللامركزي وأكد على أهمية الاستفادة من دور التطوع لدى شباب الجامعات في إنشاء مكاتب فنية تتبع إمام المسجد وتحت إشرافه يتدربون على مجالات عملهم ويعينونه على تقديم الدور التنموي للمسجد في التخصصات الإنسانية المختلفة.