لقاءات ونقاشات ثقافية مع باحثين زائرين لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية

استضافت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات التنموية نحو 25 متدرباً، معظمهم من حضرموت اليمن، وذلك في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المؤسسة ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وبدأت الجلسة باستعراض رؤية وفلسفة المؤسسة وأهدافها، عبر كلمة ترحيبية وتعريفية لكلٍ من السيد نور الدين الحارثي الرئيس التنفيذي لمؤسسة طابة، والأستاذ محمد شديد المدير التنفيذي لمؤسسة طابة، وبمشاركة عدد من رؤساء وباحثي مبادرات طابة ومنهم (ٍأحمد سيف، وعبدالله بن اسماعيل، ومحمد علي الجفري، وعبد الله الجفري، ومصطفى ثابت، وعقيل مظهر) وذلك بحضور الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. ثم قام السادة مديري المبادرات المختلفة بمؤسسة طابة بالتعريف بتلك المبادرات وأنشطتها وأهدافها والفئات المستهدفة في عملها، وهي مبادرات “سؤال” التي تعتني بطرح الأسئلة الفلسفية والوجودية وفتح مساحات للسؤال مع الشباب، ومبادرة “سند” التي تعتني بملف التطرف باسم الدين وكشف شبهات المنتحلين والمدعين بأن إجرامهم من الإسلام، ومبادرة “تزكية وعمارة” التي تعمل على أساس فطرة الإنسان وتزكية نفسه وعمارة الأرض بما فيه الخير والنفع للعباد والبلاد، ومنصة “روضة النعيم” التي تعتني بتقديم العلم الأصيل الموروث في منهجية علمية في مختلف علوم الآلة والشريعة، وتأتي “الدراسات المستقبلية” كالعين المستبصرة لمستقبل الهوية لدى الشباب ومنظورهم للدين وعلماء الدين.

وقد تطرق اللقاء إلى عدد من النقاط من بينها التعريف برسالة المؤسسة التي يأتي على رأس أولوياتها منذ انطلاقها في 2008م وانطلاق طابة مصر في 2017م وهو الإسهام في إعادة تأهيل الخطاب المعاصر للاستيعاب الإنساني، وفرص طرح أنموذج معرفي يشارك الحضارة العالمية اليوم النقاش والحوار للأجيال القادمة، وكذلك أهمية التجديد بوصفه مقولة وضرورة شرعية لاستكمال بناء الواقع المعاصر، خاصةً أن مؤسسة طابة كمؤسسة بحثية تأصيلية لا تتعامل مع الواقع والأحداث كرد فعل سريع، وإنما تتعامل من واقع رؤية منذ تأسيسها مفادها أن الواقع الإسلامي والعالمي أضحى مختلفاً، وأن الخطاب الديني يحتاج إلى تجديد وإعادة صياغة.

وتم طرح عدد من التساؤلات من المتدربين حول جوانب مختلفة تناولت قضايا مثل الإلحاد والتطرف والتوظيف السياسي للجماعات الدينية والتصوف وكيفية بناء الإنسان. وفي رد على تساؤل حول الجمهور المستهدف من أنشطة المؤسسة، جرى الإشارة إلى إنه يتضمن المتخصصين وطلاب العلم والمهتمين وذوي المصلحة في هذه القضايا، وكيفية التعامل مع موجة التشكك عند جيل الشباب في القرآن السنة، والتي دفعت المؤسسة إلى التركيز في إصداراتها على الجوانب المنطقية والعقلية قبل الانتقال إلى الجوانب الفقهية.

كما توافق الحضور على أهمية إيصال رسالة مؤسسة طابة، لا سيما مع تنوع طبيعة وصيغة المخرجات الفكرية للمؤسسة، والتحديات التي تواجه أي مشروع تثقيفي في ظل غلبة التوجه نحو الترفيه والتسلية. والتحديات المتعلقة بكيفية إيصال فكرة فلسفية عميقة بشكل موجز وسريع وتحويلها إلى مخرجات جذابة ومتنوعة.